عاصي الحلاني فارساً في مدينة الشمس
عاصي الحلاني خلال التمارين على «أوبرا الضيعة»ربى صالح
الفنان الطموح الذي تعلّق بأرضه بعلبك وبنى قصراً في قريته الحلانية يكرّس اليوم حبه لمدينة الشمس بالوقوف على مسرح قلعتها بطلاً لمسرحية «أوبرا الضيعة». إنّه عاصي الحلاني، الذي يبدو اليوم مشغولاً بالاستعدادات الأخيرة للعمل المسرحي الاستعراضي «أوبرا الضيعة»، الذي يبدأ عرضه بعد غد الخميس. ورغم التعب الكبير الذي يرافق الاستعدادات، فإنّ فرحة «فارس الأغنية العربية» كبيرة بعد تأجيل الفكرة لسنوات.
يقف الحلاني على زاوية المسرح مستمعاً إلى إرشادات المخرج إيفان عبد الحليم كركلا. المهمة طبعاً ليست سهلة، فهذه المرة الأولى له على المسرح، ممثلاً ومنشداً لنصوص متقنة فيها الكثير من حبّ الوطن والعشق. «ما أريده أن يقتنع بي المشاهد اليوم كممثلّ، فالصوت تحصيل حاصل» يقول الحلاني بثقة.
ومن بين الأغنيات التي يؤديها الحلاني في العمل، أغنتيه الجديدة التي لاقت نجاحاً كبيراً، «حالة قلبي» ولكن بتوزيع جديد. يتحدّث الفنان اللبناني عن المسرحية بشغف ذاكراً تفاصيل القصة التي تهدف إلى «نقل صورة واقعية لوطن نحبّه كلنا، وكل منّا يعبّر عن هذا الحبّ بطريقته الخاصة، وهذا هو الاختلاف الذي نريده أن يخدم الوطن». وكما هي الحال في كل الأعمال التي تتناول موضوعاً وطنياً، تنتهي «أوبرا الضيعة» بتحييد الخلافات لمصلحة وحدة الوطن، ليسدل الستار على دبكة «فيها إيحاءات كركلا المتجددة رغم مرور سنوات من الإعداد للعمل» يقول الحلاني.
يستريح الحلاني قليلاً، يبتسم لمن حوله ويستفسر من كركلا الابن عن بعض الحركات. المسؤولية كبيرة، بلا شكّ. وخصوصاً أنه يقف أمام فنانين كبار أمثال جوزيف عازار وعلي الزين وأنطوان كرباج، «أتعلّم منهم كثيراً، وأؤمن بأن الحياة سلسلة من الدروس. وكل يوم أتعلّم شيئاً جديداً».
لكن ماذا عن الأيام التي ستلي العرض؟ هل ستتغيّر حياته وخياراته الفنية بعدما شارك في عرض بهذه الضخامة مع فنانين كبار؟ يجيب الحلاني من دون تردّد «سأخلع الحذر وأرتدي عباءتي الفنية المعهودة». يبتسم قبل عودته إلى التمارين الأخيرة ويقول خاتماً «أنا سعيد لأن الجميع بات يتّجه إلى الغناء باللهجة اللبنانية، ورغم احتدام المنافسة على الساحة الغنائية، فإن ذلك دليل عافية، لكن طبعاً البقاء للأفضل، وخصوصاً أن الغناء البلدي ليس سهلاً، حيث لا يستطيع أيّ شخص أن يتقنه».